الحضارة اليابانية - Pioneers of the Arts الحضارة اليابانية

الحضارة اليابانية

           ---------------------------------------------------------------------------------------------------
الحضارة اليابانية القديمة لا تشبه غيرها من الحضارات الأخرى لسبب بسيط جدا، وهو أن الحقائق العلمية والتاريخية تختلط فيها بالخرافات والأساطير والدين والمقدس لديهم لدرجة لا تستطيع معها التفرقة بين ما هو حقيقى وما هو خرافي.
تقع اليابان في المحيط الهادئ عند الساحل الشرقي لقارة آسيا، وهي تتكون من خمس جزر كبيرة، وآلاف من الجزر الصغيرة التي لا يزيد حجم بعضها عن مساحة كوخ أو بيت صغير .
في الجزر اليابانية حيث تنتشر الجبال الملونة، والأنهار الصغيرة، والغابات والمتنزهات الطبيعية لجمالها الخلاب ومناظرها الرائعة بدأت الحضارة اليابانية القديمة ويعتقد اليابانيون أن هذه الجبال والجزر الملونة حبات لؤلؤ ألقت بها السماء إلي الماء .
وكعادة الشعوب البدائية اعتقدت قبائل (الإينو) أن لكل كائن روحا، ولكنهم لم يفرقوا في ذلك بين الإنسان والأشجار والحيوان .
ووفق اعتقادهم كانت أرواح أجدادهم وأسلافهم أهم الأرواح وأخطارها شأنا، كانوا يخافون غضبها ويسعون للتقرب إليها والاتصال بها وكان الدب في ظنهم إنسانا يتنكر في الفراء ويسمع ويتكلم، فأخذوا يصيدونه ويقومون بإطعامه ورعايته .
وأثناء حياته بينهم كانوا يلقون عليه رسائلهم وخطاباتهم التي تطلب الحماية والمساعدة من أرواح أجدادهم وأسلافهم ثم يذبحونه في احتفال ضخم حتي تذهب روحه إليهم وهي تحمل بريدهم، ولكن في عصرنا الحديث تقدم اليابانيون في علومهم وفنونهم وثقافتهم غير أن الباقين من آثار الحضارة اليابانية من قبائل الغينو مازالوا يعيشون متمسكين بأوهامهم وخرافاتهم .
ولم يهجروا حياتهم البدائية وعزلوا أنفسهم بأقصي شمال اليابان في جزيرة (سخالين)، وهناك مازالوا يلبسون الفراء ويرفعون صور الحيوانات والطيور وشعارات لقبائلهم .
ويعتقدون أن الدب يحمل خطاباتهم ورسائلهم . ولكنهم ويوما بعد يوم يتناقص عددهم
وكأنهم يذهبون إلي أجدادهم وأسلافهم بعد أن تأخر طويلا وصول نجدتهم ومساعداتهم عبر الدببة .
أبناء الحضارة اليابانية لا يتمردون على الإمبراطور أبداً لم يحدث قط أن جلس علي عرش اليابان أحد من أبناء الشعب فجميعهم يعتقدون أن الأسرة الإمبراطورية أحفاد حقيقيون للشمس .
وينحنون احتراما لظهورهم، وتدمع أعينهم فرحا برؤيتهم رغم أنه لم يكن لمعظم أباطرتهم سلطة ولم يمارس أكثريتهم الحكم فعلياً .فى الحضارة اليابانية القديمة كان يدير شئون الإمبراطورية حكومة ووزراء من زعماء القبائل وأصحاب الأملاك الأثرياء . وكان لكل زعيم أو ثري في اليابان جماعة من الجند يسمون (الساموراي) أي حملة السيوف الذين يدخلون الجندية باختيارهم، ويحاربون دفاعا عن قبائلهم ورؤسائهم وكان من حقوق الساموراى فى الحضارة اليابانية القديمة تجريب سيوفهم الجديدة في الفقراء والشحاذين والذين يعترضون طريقهم .وفى إمبراطوريتهم حوالي عام 400 م. عاش اليابانيون تحت قيادة حكام أقوياء أشاعوا السلم والأمن وأقاموا المدن الضخمة والقصور الفاخرة .وصلت الحضارة اليابانية القديمة إلى عز مجدها، وازدهرت في عهودهم فنون الموسيقي والتصوير والغناء، غير أن الإسراف في الترف والبذخ أفلس الإمبراطورية ابتداء من عام 1000 ميلادية .
فكثر عدد القراصنة واللصوص، وراحوا يسرقون علنا أفراد الشعب، وتحاربت جيوش الساموراي فيما بينها، وتقاسمت السيطرة علي جزر اليابان .ولم يعد الإمبراطور ولا رجال الشرطة بقادرين علي حفظ الأمن والنظام .وطوال ستمائة عام من عمر الحضارة اليابانية عاش اليابانيون في فوضي واضطراب ولكنهم لم يغضبوا خلالها من إمبراطورهم، ولم يحملوه تبعة ظلمهم وفقرهم



إرسال تعليق

0 تعليقات